بالتأكيد قد سمعت عن فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين ومنها إلى مناطق أخرى في العالم، وهذا ذكرنا جميعاً بما حدث سابقاً، عندما انتشر النوع السابق من الفيروس عام 2002 في جنوب الصين، ولهذا السبب انتشرت حالة من الذعر في أنحاء العالم، دفعت الجميع للتساؤل عن أعراض هذا الفيروس الجديد، وكيف يختلف عن الفيروس القديم، وكيف يتم التعامل معه، وكيف يمكن أن يحمي الشخص نفسه وأسرته منه، كل هذا تجده في هذا المقال، فتابعنا عزيزي القارئ لتعرف أكثر. و سنحرص في هذا المقال على توضيح تاريخ الفيروس ومراحل التطور التي مر بها وصولاً للنوع المنتشر حالياً وكيف يتم الاشتباه في الحالة، وكيف يتم التأكد من الإصابة، لذا تابعنا حتى النهاية.
ما هو فيروس كورونا الجديد ؟
هو أحد الفيروسات المتطورة من فيروس كورونا، والذي كان يحدث سابقاً على شكل المتلازمة التنفسية الحادة والمعروفة بـ السارس، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، وهو النوع السابق من فيروس كورونا، وفي 31 ديسمبر 2019 ظهر فيروس جديد من هذه العائلة، وعُرف هذا النوع الجديد باسم فيروس كرونا الجديد (SARS-CoV-2) أو فيروس كورونا الجديد 2019 (COVID-19)، وقد بدأ تفشي المرض في مدينة ووهان في الصين، وقد قامت الصين بعزل المدينة بالكامل تجنباً لانتشار لعدوى. كيف تنتقل عدوى الكورونا؟ فيروس كورونا الجديد من الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، حيث ينتقل المرض عندما يقوم أحد الأشخاص بالتعامل مع حيوان حامل للفيروس، وللآن لم يتم تحديد فئة محددة من الحيوانات قد تكون سبباً في نقل المرض، ولكن يرجح بعض الباحثون انتقال المرض من الخفافيش إلى حيوانات أخرى مثل الثعابين وآكل النمل الحرشفي، والتي قامت بنقل المرض بدورها إلى البشر.
وينتقل المرض من شخص لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير من الجهاز التنفسي للشخص المصاب، ويمكن أن يتم الأمر من خلال
- الهواء عند العطس والسعا
- الاتصال القريب من المصاب عن طريق اللمس أو السلام بالأيدي
- لمس الأسطح الملوثة بالعدوى ثم لمس العين أو الأنف أو الفم
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بـ فيروس كورونا الجديد
يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفيروس الجديد إذا قام بالسفر إلى الصين في الآونة الأخيرة، أو حالة تعامله مع شخص حامل له، خاصة إذا كان قد تعرض للعابه أو كان بالقرب منه عند السعال أو العطس. ويبدو أن كبار السن معرضون بشكل خاص للإصابة بالفيروس، حيث وجد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن متوسط عمر الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا الجديد كان حوالي 45 عامًا، وأن أكثر من ثلثي هؤلاء الأشخاص كانوا من الذكور.
ما هي أعراض فيروس كورونا الجديد ؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذا النوع من الفيروس يسبب ظهور أعراض أكثر شدة من أعراض الفيروس الأصلي، حيث اختلفت الأعراض التي تم الإبلاغ عنها ما بين
أعراض خفيفة وأخرى شديدة، وفي حالات أخرى أدى الفيروس إلى وفاة المصاب به.
ويمكن أن تشمل الأعراض الأولية
- حمى
- سعال
- ضيق في التنفس
وفي الحالات الأكثر شدة من الفيروس، يمكن أن يتسبب فيروس كورونا الجديد في حدوث:
- الالتهاب الرئوي.
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
- الفشل الكلوي. الوفاة.
(MERS) أو (SARS) هل فيروس كورونا الجديد هو نفسه
(COVID-19) لا ليس هو نفس الفيروس،فيروس الكورونا الجديد هو
(MERS-CoV) والذي يختلف عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
2003 وكذلك يختلف عن فيروس كورونا المسبب لمرض سارس والذي انتشر في عام.
الوقاية من عدوى فيروس كورونا الجديد
- غسل الأيدي بصفة مستمرة بالماء الجاري والصابون.
- تجنب لمس الفم والأنف والأعين.
- تجنب الاختلاط بالمرضى.
- طبخ الطعام جيداً خاصة اللحوم والبيض.
- وضع قناع على الفم والأنف. تنظيف الأسطح وتطهيرها قبل لمسها.
هل يجب عليك تجنب التعامل مع الحيوانات ومنتجاتها؟
حيث أن مصدر العدوى وطرق انتقالها غير محددة حتى الآن، فليس هناك نصيحة أو توصية محددة للوقاية من العدوى، ولكن يجب تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات المريضة واتخاذ سبل الوقاية عند الاختلاط بالحيوانات، وكذلك غلي الألبان، وطهي اللحوم جيداً، وغسل الخضروات والفاكهة. هل ينتقل فيروس كورونا الجديد من فرد لآخر ؟ نعم، تنتقل العدوى من فرد لآخر عن طريق الاتصال المباشر والاختلاط بالمريض، و قد تم تسجيل حالات انتقال للعدوى من المريض إلى أفراد الفريق الطبي المعالج، حيث شهد العالم وفاة الطبيب المكتشف للفيروس.
ما سبب ارتفاع نسبة الوفيات في الحالات المكتشفة؟
السبب الدقيق وراء ارتفاع نسب الوفيات قيد الدراسة حتى الآن، ولكن معظم حالات الوفاة كانت بين من يعانون من الأمراض المزمنة أو نقص المناعة (كالأطفال وكبار السن)، مما يزيد من حدة المرض وكذلك تزيد نسبة حدوث مضاعفات فترتفع نسبة الوفاة. كما أنه يوجد حالات تسبب فيها العدوى بأمراض طفيفة وأعراض بسيطة تشبه نزلة البرد العادية فلا يلجأ المريض للاستشارة الطبية، ولذلك تكون حالات الإصابة التي يتم تشخيصها وحصرها كلها حالات الإصابة الخطيرة، والتي تكثر بها المضاعفات، وبذلك تزداد نسبة الوفيات. مضاعفات فيروس كرونا الجديد إن أكثر المضاعفات خطورة لهذا الفيروس، هو حدوث نوع من الالتهاب الرئوي الذي يطلق عليه الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا (NCIP). والنتائج التي توصلت إليها دراسة أجريت عام 2020 لـ 138 شخصًا تم إدخالهم إلى المستشفيات في ووهان بالصين مع الإصابة بفيروس NCIP، وجد أن 26% من الأشخاص الذين تم إدخالهم يعانون من حالات خطيرة ويحتاجون إلى العلاج في وحدة العناية المركزة. وقد توفي حوالي 4.3% من هؤلاء الأشخاص الذين تم قبولهم في وحدة العناية المركزة، والذين يعانون هذا النوع من الالتهاب الرئوي. وحتى الآن NCIP هو المضاعفات الوحيدة المرتبطة تحديداً بفيروس كورونا 2019، لكن الباحثين شاهدوا المضاعفات التالية لدى الأشخاص الذين تطور لديهم فيروس كورونا: متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) عدم انتظام ضربات القلب صدمة القلب والأوعية الدموية ألم عضلي شديد الإعياء تلف في القلب أو نوبة قلبية
هل يوجد وسيلة معملية للتشخيص؟
نعم يمكن تشخيص عدوى فيروس الكورونا الجديد معملياً، إلا أن وسائل التشخيص متواجدة في عدد محدود من المعامل ولا يجرى هذا الفحص بشكل روتيني للتشخيص، ولكن قد يقوم الطبيب بأخذ عينات، بما في ذلك عينة من اللعاب، ومسحة الأنف، ومسحة الحلق، لإرسالها إلى مركز مكافحة الأمراض والوقاية حتى يتم فحصها. هل يوجد لقاح لـ فيروس كورونا الجديد ؟
في الوقت الحالي لا يوجد لقاح أو مضاد للفيروسات لعلاج المرض، ولكن يعتمد العلاج
على تخفيف أعراض المرض.
كيف يتم علاج عدوى فيروس كورونا الجديد ؟
لا يوجد علاج محدد مقترح لعلاج الأمراض الناتجة عن الفيروس الجديد، ويتم التعامل معه كما تم التعامل مع الفيروس الأصلي، حيث يعتمد العلاج على تخفيف أعراض المرض، فيتم استخدام التالي: مسكنات الألم أدوية السعال والكحة الراحة زيادة شرب السوائل وإذا شك الطبيب في إصابة أحد الأشخاص، ونصحه بالعلاج في المنزل، فقد يعطيه تعليمات خاصة، مثل عزل نفسه قدر الإمكان عن العائلة أثناء المرض والبقاء في المنزل لفترة من الوقت، وإذا كنت مريضًا جدًا، فقد تحتاج إلى العلاج في المستشفى.
هل يمكنك السفر إلى المناطق التي ينتشر بها فيروس كورونا الجديد ؟
ينصح مركز مكافحة الأمراض والأوبئة بتجنب رحلات السفر غير الضرورية لكل من الصين وكوريا الجنوبية بسبب انتشار المرض، حيث أصدر المركز تحذير من الدرجة الثالثة فيما يتعلق بهاتين الدولتين، وكذلك أطلق تحذير من الدرجة الثانية فيما يتعلق بالسفر لليابان، وإيطاليا، وإيران بسبب انتشار العدوى، وتم تحذير كبار السن والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة من السفر إليها.
وقد أشار المركز أنه لا يوجد داعي لإلغاء الرحلات المتجهة لهونج كونج، حيث جاء التحذير من الدرجة الأولى، ولكن أكد المركز ضرورة أن يقوم المسافرين باتخاذ الإجراءات الوقائية المعروفة.
يعمل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها ليل نهار لحماية صحة الأفراد، وبخصوص متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، حيث يعمل المركز على عدة محاور
- تطوير طرق التشخيص المعملية للحالات، حيث تصبح هذه الوسائل المعملية قادرة على تحديد الحالات بدقة، والتفرقة بين الإصابات الجديدة والقديمة بالفيروس.
- العمل بشكل مستمر على معرفة المزيد من خصائص الفيروس الجديد.
- وضع خطة للتحكم بالعدوى والحد من انتشارها، ووقاية الفريق الطبي، وكيفية التعامل مع العينات المعملية بأمان.
- يقوم المركز بإمداد الدول العربية والمناطق المجاورة بوسائل التشخيص المعملية.
والآن هذا المرض لم ينشأ من فراغ، فله تاريخ طويل من التحولات التي أدت إلى وصوله لشكله الحالي، نعرض عليكم فيما يلي
تاريخ تطور فيروس كورونا
تاريخ تطور فيروس كورونا من البداية فيروس كورونا هو عائلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب الأمراض للإنسان والحيوان، حيث أنها في الإنسان تصيب الجهاز التنفسي وتتراوح خطورة العدوى من مجرد دور برد إلى السارس (SARS)، الذي تطور ليصل إلى النوع الجديد من الفيروس، وقد تم اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة في عام 1960. تم تشخيص الإصابة بفيروس كورونا عن طريق الفحص المعملي، ولكن في معظم الحالات لم يلجأ المصابين إلى هذا الفحص لأن في معظم الأحيان تسبب العدوى أعراض بسيطة، وكذلك هذا الفحص غير متوافر إلا في عدد قليل من المعامل، ومن هذه الفحوصات، فصل الفيروس في مزرعة خلوية، تحديد الأجسام المضادة للفيروس، تقنية الـ (PCR) حيث يتم فيها استخلاص الحمض النووي للفيروسات واستنساخها بكميات كبيرة لفحصها بدقة أكبر و على نطاق أوسع، لذلك يعتبر فحص معقد ولا يتم إلا في عدد قليل جدا من المعامل.