تستمر فرنسا في إجلاء المصابين بفيروس كورونا نحو المناطق الأكثر تضررا والخارج، لتخفيف الضغط على المراكز الاستشفائية التي تشهد حالة من الاكتظاظ، خصوصا في باريس وضواحيها. وتخطت البلاد عتبة الـ3500 وفاة جراء الإصابة بالجائحة التي تربك العالم، بعد تسجيل 499 وفاة جديدة في 24 ساعة، بمعدل وفاة واحدة كل ثلاث دقائق.
واصلت فرنسا التي تجاوزت عتبة الـ3500 وفاة بفيروس كورونا المستجد، الأربعاء، إجلاء مصابين للتخفيف عن المستشفيات في المناطق الأكثر اكتظاظا.
وللمرة الأولى، يتم نقل حالات عبر قطارين فائقي السرعة مجهزين بالمعدات الطبية اللازمة، من منطقة باريس وضواحيها "إيل دو فرانس" نحو بريتانيي.
وفي المنطقة الباريسية، يتدرب طلاب الطب بسرعة على الرعاية التمريضية لمساندة المستشفيات. لكن يحتاجون إلى معدات وقاية ملائمة ليتمكنوا من البدء بالعمل.
وبعد ثلاثة أشهر من إطلاق منظمة الصحة العالمية أول تحذير بشأن التهابات رئوية غامضة في الصين، سجلت فرنسا الثلاثاء ارتفاعا جديدا قياسيا في عدد الوفيات جراء كورونا، بلغ 499 وفاة في 24 ساعة أي حالة وفاة كل ثلاث دقائق.
وبحسب الحصيلة الرسمية الأخيرة، أودى الوباء بحياة 3523 شخصا في البلاد. وتضاعف عدد المرضى في أقسام الإنعاش خلال أسبوع وبلغ مساء الثلاثاء 5565 (+458).
وبات عدد الوفيات في فرنسا يتجاوز حصيلة الوفيات في الصين (3305). إلا أن الكثير من الخبراء يعتبرون أن الأعداد الرسمية في الصين أقل من الواقع بكثير، مستندين خصوصا على العدد الكبير من الجرار التي تحتوي على رماد الموتى وبدأت العائلات تتسلمها.
"وضع غير مسبوق"
وقال المدير العام للصحة جيروم سالومون في مؤتمره الصحافي اليومي "هذا الوضع غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ الطب الفرنسي".
وتم تسجيل ثلث عدد الوفيات في فرنسا في منطقة "إيل دو فرانس" حيث يتفشى الفيروس بعد أن ضرب شرق البلاد. ومن أجل التخفيف عن المستشفيات التي تعاني من ضغط بينما لم يبلغ الوباء ذروته، سينقل 36 مريضا من مستشفيات في المنطقة الباريسية الأربعاء على متن قطارين فائقي السرعة مجهزين بالمعدات الطبية من باريس إلى بريتانيي وفق ما أعلنت السلطات.
وأشار البروفيسور سالومون إلى أن النقل عبر القطار يبقى "معقدا" إذ أن المرضى "مراقبون طوال الطريق من جانب فريق كامل من قسم الإنعاش. إنها عملية كبيرة جدا وموثوقة للغاية".
وقال سالومون إنه منذ أول عملية من هذا النوع في 18 مارس/آذار، "تم نقل 288 مريضا إلى مناطق تواجه ضغوطا أقل ويريجح أن يرتفع هذا العدد في الأيام والأسابيع المقبلة".
إجلاء المصابين نحو الخارج
وفي شرق فرنسا أيضا، امتلأت المستشفيات. ومساء الثلاثاء كانت تجري 21 عملية نقل من الشرق إلى لوكسمبورغ وألمانيا وسويسرا، وفق المدير العام للصحة.
وقالت هيئة الصحة في منطقة الشرق الكبير إنها واثقة من قدراتها معتبرة أنه ينبغي أن تشهد انخفاضا في عدد الإصابات بكوفيد-19 التي تنقل إلى المستشفى في القسم الثاني من أبريل/نيسان.
وبهدف تفادي استنفاد قدرات مراكز حفظ الجثث بسبب معدل وفيات كورونا والتخفيف عن منظمي الجنازات، منحت الحكومة إعفاءات من قانون الجنازة، ما يسمح بتأجيل مراسم الجنازات حتى ستة أشهر، خصوصاً للعائلات التي ترغب بذلك.
من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن الشرطة أجرت 5,8 مليون عملية مراقبة منذ بدء العزل في فرنسا، محذرا الفرنسيين من أي محاولة مغادرة لتمضية عطلة الربيع.
وينبغي على الفرنسيين أن يكون لديهم تصريح للخروج من منازلهم وذلك لأسباب محددة هي إما شراء حاجياتهم أو العمل أو لسبب صحي.